ورشة حول إدارة الموارد المائية في الدساتير العربيّة
انطلقت بتونس يوم الاثنين 27 ماي 2013 أعمال الورشة الإقليمية حول «إدارة الموارد المائية في الدّساتير العربيّة» التي تعقدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالاشتراك مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) والمجلس العربي للمياه برعاية وزارة الفلاحة في الحكومة التونسية وبحضور عدد من الخبراء العرب من تونس ومصر وليبيا والمغرب والسودان ولبنان وعمان والسعودية واليمن.وتنتهي فعالياتها يوم الثلاثاء 28 ماي 2013.
وألقى الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كلمة الألكسو في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الدكتور محمد الخليفي الأمين العام ل للجنة الوطنية التونسية للتربية والثقافة والعلوم.
وقد استهل المدير العام المساعد للألكسو كلمة المنظمة مبين أهمية الموضوع المطروح مشيرا إلى أن الماء هو سرّ الحياة وعصبها فكّل الحضارات ازدهرت منذ القدم وإلى يومنا هذا حينما توفّرت المياه. وأوضح في كلمته أن وضع الموارد المائية في المنطقة العربية يدعو إلى التحرّك بفاعليّة وحكمة إذ أن نقص المياه إلى حدّ الشحّ وتواصل اتّساع رقعة التصحّر وسوء التصرّف في بعض الأحيان في المياه بثّ الوعي بأبعاد المشكلة المائية ليجعلنا المواطن على دراية بكامل ظروفها ومتطلباتها.
وأكد بالمناسبة على الدور الذي اضطلعت به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للمشاركة في إيجاد الحلول والآليات بالتواصل مع الخبراء وتنظيم الندوات لإثراء الموارد المائية والمحافظة عليها وتحسين المعرفة في مجالات التحلية والتكرير والمعالجة بالدراسات والورشات والقوانين والتشريعات
ومن جانبه ذكر الأستاذ البشير الأمين مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة أن السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو تولي عناية فائقة بإشكاليات المياه في المنطقة العربية ذلك أن شحّ المياه ونقص الموارد المائية مرشحان إلى الزيادة في حدّة المخاطر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المنجرّة عنها وبالتالي فمن الضروري العمل بكل قوة وعلى المستوى الجهوي والإقليمي والدولي للمحافظة على المياه والسعي إلى تعزيز مصادرها وتحسين المعرفة في استخداماتها الحكيمة وإدارتها الرشيدة.
وأوضح الدكتور عبد المجيد تريبك ممثل الإيسيسكو في كلمته أن موضوع المياه أصبح يشكل مشكلة عالمية مؤكدا أن لا تنمية ولا صحة ولا ازدهار في أي قطاع دون المياه، ولا بد من تضافر الجهود بين البلدان العربية والإسلامية لاستدامة المياه العذبة ودعم مصادرها، والمحافظة عليها واعتبارها حقا لكل المواطنين وكل الشعوب.
وأكد سعادة السفير رفيق خليل ممثل المجلس العربي للمياه عن دور هذا المجلس في تعزيز المعرفة والوعي بهذه القضية مشيرا إلى أن المجلس أثار مسألة الحق في الماء من أجل مجتمع سليم وتوازنات بين الدول إقليميا منذ تأسيسه وقال إننا اليوم في حاجة إلى تنمية هذا التوجه والتنسيق بين كل البلدان العربية لتحديد رؤية عربية لإدارة أفضل للثروات المائية والمحافظة عليها ومعالجتها.
واختتم الجلسة الافتتاحية السيد المنصف رقية مدير الموارد المائية بوزارة الفلاحة ممثل السيد محمد بن سالم وزير الفلاحة بتونس وأكد في كلمته على أن كميات المياه المسجلة حاليا في المنطقة العربية لا تكفي وهي مرشحة للتناقص ولا بدّ من أن تتكاتف الجهود من أجل استدامة المياه العذبة وتطوير كمياتها وتنويع مصادرها والعمل على عدم الدخول في صراعات بسبب التنافس حول الموارد المائية داعيا إلى البحث عن آليات وإمكانيات لتحسين أوضاعها من أجل التنمية المستدامة والسلم الدولية منتهيا إلى اقتراح تشريك المجتمع المدني في اتخاذ القرار.
وسيتم خلال هذه الورشة مناقشة المحاور التالية:
- تقيم عام لوضع الموارد المائية في الدساتير العربية
- وضع رؤية دستورية مستقبلية لتعزيز دور المؤسسات متعددة القطاعات المتعلقة بإدارة الموارد المائية
- إدراج أهداف التنمية المستدامة وإدارة الموارد المائية في الدساتير العربية
- تطوير وتفعيل دور المجتمعات الأهلية في إدارة الموارد المائية من خلال الدساتير العربية
- الاهتمام بالإبعاد الدولية لإدارة الموارد المائية المشتركة في الدساتير العربية
وتهدف الورشة إلى إعداد مقترحات خاصة بالتعديلات الدستورية المتعلقة بإدارة الموارد المائية، وكذلك إعداد تصور أو رؤية بأهم الإضافات التي يمكن إدخالها على الدساتير للتأكيد على أهمية الحفاظ على الموارد المائية، وتعزيز دور المؤسسات والمجتمع المدني في إدارة الموارد المائية.